مبروك.. أخوك فى السجن

الاختفاء القسري (الاشتراكيون الثوريون)

" قال لي بائع البطاطا أنه على استعداد أن يحكم كوكب المريخ ويقدم للكوكب إنجازات غير مسبوقة.فقلت كيف؟قال: أليست الإنجازات أن نمنع الأشياء عن مستحقيها ثم نمنحها إياهم على فترات متباعدة كما يفعل زعيم الكوكب؟! فما الصعوبة فى ذلك؟سأمنع عنكم الخبز ثم أمنحكم منه القليل.سأغلق كل الميادين ثم أفتحها ميدانًا بعد الآخر.أما الدعم فأرفعه عنكم وينزل تاني.. ايه المشكلة يعنى؟ سأغلق كل وسائل المواصلات وكل محطات المركبات الفضائية ثم أعطي أمرًا لرجالي بفتحها مرة أخرى بعد أن تتوسلوا إلىّ فى وسائل الإعلام وتناشدون بفتحها مرة أخرى؛ سأعتقل أبنائكم وبناتكم بسبب وبدون سبب ثم أفرج عن بعضهم كل فترة فى إنجازات أحسن من كدة حضرتك؟! "
من مقال "إنجازات حاكم المريخ" بتاريخ 22 يونيه 2015.

أظن وبعد الظن ليس إثم أن من يحتاج إلى عفو هم من يديرون البلاد بقوة السلاح. من يحتاج إلى عفو هو القاتل وليس المقتول، هو السارق وليس المسروق، هو الظالم وليس المظلوم.
***
في اللحظة التي كنا نحتفل فيها بخروج مائة من الشباب والبنات، كان هناك من يبارك لأسرة إسلام خليل على اعتقاله وعلى استمرار حبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، - مبروك يا نور، الحمد لله إن إسلام أخوك فى السجن.
وصل بنا الحال فى عهد السيسي أن نبارك لبعضنا البعض لمجرد بقائنا على قيد الحياة، لا يهم إن كان حياتنا فى سجن أو فى مقرات أمن الدولة، لكن المهم أننا على قيد الحياة ولم نصل بعد إلى تلك المرحلة التي يقولون فيها "البقاء لله"
اختطفت وزارة الداخلية إسلام خليل من منزله احتجزته فى مكان غير معلوم فى إحدى مقراتها السرية  وأخفته لمدة 122 يومًا.
يدعى نظام السيسي أنه عفى عن الشباب رحمة ورأفة بحالهم، ولكنه لم يفعل هذا من أجل ذلك، فالنظام الحالي لا يعرف فى قاموسه كلمة "رحمة" ولكن قاموسه يحتوى على "قتل، اعتقال، إخفاء قسري، تعذيب، فساد" فأين الرحمة عندما تعرض إسلام خليل لأبشع أنواع التعذيب الجسدى والنفسى خلال 122 يوما فى إحدى مقرات أمن الدولة، فشقيقه قد حكى لنا عن الصعق بالكهرباء الذى كان يتعرض "إسلام" له بشكل مستمر حتى أن الحال قد وصل به إلى أن أنه عرض عليهم الاعتراف بأى شئ حتى ولو بالفيديو مقابل الرحمة. ولكنهم يا إسلام لا يعرفون الرحمة.
ظل إسلام معصوب العينين طوال فترة اختطافه ولم ترفع عنه عصابة العين إلا عند دخول دورة المياه. حكى لنا أنه لم يشعر بشئ سوى بالألم حتى أنه إعتاد عليه وألفه فقد ربطوا يديه من الخلف وعلقوه فى سقف الزنزانة، ووضعوا يده فى الحديد وربطوه فى عمود حديدي حتى أصابته إغماءة من فرط تعذيبه. وبعدما أفاق من الإغماء تعرض للتهديد بالقتل، كما أنه خلال ال 122 يوما لم يتمكن من تنظيف جسده بالماء، حتى أنه إعتذر لأمه -التي كانت تبكي حتى الموت- على رائحته. لكن إسلام رائحته ليست كريهة بتلك الدرجة التى وصلت لها رائحة النظام الحالى.
وبما أن كل ما تعرض له إسلام لا علاقة له بأى قانون فى الدنيا فلم تجد النيابة حرج فى أن تكتب فى محضر الاتهامات لإسلام أنه قبض عليه بالأمس من منزله، كما وجهت له تهمة محاولة اقتحام سجن برج العرب. فطالما أن الدساتير التي تكتب بالنوايا الحسنة لا يمكن أن تبنى الدول كما قال السيسي، فليبنيها بالنوايا السيئة، فليبنيها بالتعذيب والتلفيق والدم.
فمن الواضح أن السيسي لم يفرج عن الشباب من أجل الرحمة أو الإنسانية بل من أجل زيارة أمريكا القادمة والتى بالطبع سيتعرض فيها للإحراج إن تحدث عن الحريات والديموقراطية أو عن مبادئ ثورة 25 يناير كما يفعل دائما، فحالة إسلام الذى تعرض لكل أنواع التعذيب خير دليل على أن النظام الحالى لا يعرف معنى الإنسانية.
*كما أن النيابة التى يجب أن تبقى جهة تدافع عن الشعب ليست إلا ذراع الداخلية فى تلفيق القضايا، فالداخلية تختطف الناس وتعذبهم، ثم يأتي دور النيابة فى اتهام الضحية وتلفيق تهم مناسبة أو غير مناسبة حسب شهرة تلك الضحية. فإسلام قد اتهمته النيابة بمحاولة اقتحام برج العرب والتخطيط للفوضى، ثم أكملت دورها حتى يظن الناس أنه متهم بجد وجددت له 15 يوما على ذمة التحقيق أو التلفيق.
*السيسي لم يقدم أي إنجاز بعفوه عن بعض المظلومين، فالحرية حق وليست منحة فليس من الطبيعى أبدا أن تمنع عنى حريتى عامين ثم تقول ها أنا الملك العظيم أمنحك الحرية من جديد، وليس من المنطقى أن تسرق خبزي ثم تعطيني منه القليل وتظهر أمام عامة الشعب وتعلن أنك قد منحتنا الخبز والحياة. وليس من المنطقى أن نمضي حياتنا خلف القضبان وأن نعذب فى مقرات أمن الدولة ثم تحدثنا عن الإنسانية وتحدث أمريكا عن الحرية.

موضوعات متعلقة:

الدول لا تُبنى بإخفاء الناس



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة