عن صحافتهم الحرة !


عبد الله الفخراني

ارتسمت على وجهي علامة تعجب عندما رأيت الإع..لامي "أحمد موسى" على شاشة التليفزيون فى نفس اليوم الذى حصل فيه على البراءة، وتذكرت عندما حصلت على برائتي وخرجت من قسم الشرطة بعدها بـ7 أيام بعدما عصبوا عيني ووثقوا يدي في أثناء تحقيق أمن الدولة معي.

انفجر وجهي من فرط التعجب عندما رأيت تصريحات أحمد موسى مدافعًا عن القضاء "هذا هو قضاء مصر الشامخ الذي ينتصر لحرية الرأي والتعبير، ولن ينحاز لمن يريد تكميم الأفواه".

اتصل بي صديقي الذى أصدر صوتًا غليظًا من أنفه يصدره النائمون ويصدره الشباب عند اعتراضهم وقال: أحمد موسى بيقول: "انه معندوش أزمة مع أى حد غير اللى إيديه متلوثة بالدم، واستمر فى إصدار أصوات من أنفه إلى أن انتهت المكالمة".

وصلتنى رسالة على الإيميل من خطيبة الصحفي المحكوم عليه بالمؤبد "عبدالله الفخرانى" تصف فيه كيف تعرض للظلم وتقول أن خطيبها "عبدالله أحمد الفخرانى" الذى اُعتقل يوم 25-8-2013 كان يبلغ وقت اعتقاله 23 عامًا ويبلغ الآن 25 عامًا.

تقول أنه صحفي وعضو المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وأنه كان يدرس الطب ولكنه فضَّل الصحافة على الطب، وعمل بالمجال الصحفى منذ عام 2011، واختار العمل بشبكة رصد نظرًا لأنها كانت تغطى كل أحداث الثورة حينذاك.

تحكى لى عن تفوقه فى مجال الصحافة وأنه حصل على بطاقة عضوية في المعهد الدولي للصحافة IPI وتدرّب على الصحافة في وكالة أنباء ألمانية.وأنه لا ينتمي للإخوان تنظيمياً أو فكرياً وأنه يخالفهم فى الكثير من الأمور.

تحكى أن يوم 25-8-2013 كان عبدالله ومعه سامحي مصطفى، ومحمد العادلي، محمد سلطان، في بيت والد محمد سلطان لأن محمد أصابته رصاصة أثناء فض ميدان رابعة العدوية، وأن عبدالله كان يحاول مداواته نظرًا لخبرته فى مجال الطب، وفوجئ بقوات الأمن تقتحم المنزل للقبض على صلاح سلطان، ولكنها قبضت على كل الموجودين.

ثم احتجزهم الأمن فى قسم البساتين بغرفة غير مخصصة للحجز الرسمي بتاريخ 25-8-2013 وظلّوا في تلك الغرفة حتى استخرجت الشرطة إذن ضبط رسمي لهم  وكتبوا في محضر النيابة أنهم قُبض عليهم بتاريخ 28-8-2013.

كانت أولى جلسات محاكمتهم بعد 8 أشهر من تاريخ الاعتقال أمام القاضى "محمد ناجي شحاتة".

تحكي خطيبة عبدالله أن القضية فى البداية كانت "قضية إعلاميين"، ضمت عبدالله و13 إعلاميًا آخر، وكانت التهم الموجهه لهم فى البداية نشر أخبار كاذبة، وتشويه صورة مصر، وتكدير السلم العام.. الخ.

وبعدها أضافوا مرشد الإخوان ومجموعة من قيادات الإخوان للقضية وأضافوا تهمًا جديدة منها التخطيط لإثارة الفوضى، وحرق أقسام شرطة إلخ...، فتغيرت القضية من "قضية إعلاميين" إلى "قضية غرفة عمليات رابعة"! ووجد الشباب أنفسهم فى قضية واحدة مع مرشد الإخوان محمد بديع وقيادات الإخوان بشكل غريب جدًا، رغم وجود 14 صحفيًا لا علاقة لهم بقيادات الإخوان وخاصة عبدالله ورفاقه.

فى النهاية حُكم على عبدالله بالسجن المؤبد والمراقبة 5 سنوات!

بعض الملاحظات:

- تقدم حمدين صباحى ببلاغ ضد أحمد موسى لنشره أخبار كاذبة فى شهر ديسمبر 2014 فكان رده "اللي عايز يقدم حاجة يقدمها"، بينما اتهم عبدالله الفخرانى بنشر أخبار كاذبة وحكم عليه بالمؤبد !

- سافر أحمد موسى إلى ألمانيا وهو محكوم عليه بالسجن عامين. بينما المصور الصحفي "محمود شوكان" يتم التحقيق معه منذ عامين وهو فى السجن رغم مرضه. وأحمد فؤاد صحفى موقع كرموز الذى تخطى الـ 500 يومًا حبسًا احتياطيًا، وفى النهاية تأجلت جلسة محاكمتة 4 أشهر كاملة!

فهل حرية الإعلام مكفولة لمخبرين الإع..لام، ومعدومة لغيرهم من الصحفيين والإعلاميين الذين غضب عليهم النظام؟!


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة